فائدة في الدعاء بين السجدتين عن الحافظ ابن رجب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري:
ولم يخرج البخاري في الدعاء والذكر بين السجدتين شيئاً ؛ فإنه ليس في ذلك شيء على شرطه .
وفيه : عن ابن عباس ، أن النبي ( كان يقول بين السجدتين : ( ( اللهم ، أغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني ) ) .
خرّجه أبو داود .
والترمذي ؛ وعنده : ( ( وأجبرني ) ) بدل : ( ( عافني ) ) .
وابن ماجه ، وعنده : ( ( وارفعني ) ) بدل : ( ( اهدني ) ) ، وعنده : أنه كانيقوله في صلاة الليل .
وفي إسناده كامل بن العلاء ؛ وثقه ابن معين وغيره ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وتكلم فيه غير واحد .
وقد اختلف عليه في وصله وإرساله .
وقد روي هذا من حديث بريدة - مرفوعاً - ، وإسناده ضعيف جداً .
وروي عن علي بن أبي طالب - موقوفاً عليه - ، وعن المقدام بن معدي كرب .
وخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حذيفة ، أن النبي ( كان يقول بين السجدتين : ( ( رب اغفر لي ) ) .
واستحب الإمام أحمد ما في حديث حذيفة ، فإنه أصح عنده من حديث ابن عباس ، وقال : يقول : ( ( رب اغفر لي ) ) ثلاث مرات ، أو ما شاء .
ومن أصحابه من قال : يقولها مرتين فقط .
ومنهم من قال : يقولها ثلاثاً كتسبيح الركوع والسجود ، وحمل حديث حذيفة أنه كان يكرر ذلك ؛ فإن في حديثه : أن جلوسه بين السجدتين كان نحوا من سجوده .
وروي عن أكثر العلماء استحباب ما في حديث ابن عباس ، منهم : مكحول والثوري وأصحاب الشافعي .
وقال إسحاق : كله جائز ، وعنده : إن قال ما في حديث ابن عباس لم يكرره ، وإن قال : ( ( رب اغفر لي ) ) كرره ثلاثاً .
وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح فيالركوع والسجود ، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً ، ويسجد لسهوه .
وروي عن أحمد ، أنه ليس بواجب :
قال حرب : مذهب أحمد : أنه إن قال جاز ، وإن لم يقل جاز ، والأمر عنده واسع .
وكذا ذكر أبو بكر الخلال ، أن هذا مذهب أحمد .
وهذا قول جمهور العلماء .ا.ه
والحديث الذي ذكره الحافظ تفرد به كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت وما مثله من يقبل تفرد عنه وقد أخذ عنه ائمة حفاظ ولم يذكروا هذا الحديث عنه فهو ضعيف لا يصح بحال عن النبي عليه الصلاة والسلام والله أعلم