فائدة.....
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال اﻹمام ابن القيم في إعلام الموقعين : (وأما قوله: "الخامسة معرفة الناس"؛ فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي والحاكم فإن لم يكن فقيها فيه، فقيها في الأمر والنهي ثم يطبق أحدهما على الآخر، وإلا كان ما يُفسد أكثر مما يُصلح، فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر، له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم وعكسه، والمُحِق بصورة المُبْطِل وعكسه، وراج عليه المكر والخداع والاحتيال، وتصور له الزنديق في صورة الصديق، والكاذب في صورة الصادق، ولبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم والكذب والفجور، وهو لجهله بالناس وأحوالهم وعوائدهم وعرفياتهم لا يميز هذا من هذا، بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مَكْر الناس وخداعهم واحتيالهم وعوائدهم وعرفياتهم، فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعوائد والأحوال، وذلك كله من دين الله كما تقدم بيانه، وبالله التوفيق)
يروى أن أحد العلماء كان يجالس قاضيا فدخلت عليهما امرأة وأخذت تشكو زوجها والدموع منهمرة من عينيها .. فرق لها قلب العالم وقال للقاضي : ما أظنها إلا صادقة وبكاؤها دليل على ذلك .. فقال له القاضي : أما قرأت في كتاب الله تعالى عن إخوة يوسف بعد أن ألقوا أخاهم في الجب '' وجاءوا أباهم عشاء يبكون '' ؟