من أعظم قصائد الحكمة
مـاطـابَ فـــرعٌ لا يـطـيـبُ أصـلــه
حِـمَــى مـؤاخــاةِ اللـئـيـم فـعـلُــهُ
وكــلُّ مَــن واخَــى لئيـمًـا ، مـثـلُـهُ
.
.
مَـن أمِـنَ الـدَّهـرَ أُتــي مــن مأمَـنِـهْ
لا تستَـثِـر ذا لِـبَــدٍ مـــن مكـمَـنِـهْ
وكــلُّ شــيءٍ يُبتَـغَـى فــي مـعـدنـهْ
.
.
لـكُــلِّ نـــاعٍ ذاتَ يـــومٍ نــاعــي
وإنَّـمـا الـسَّـعـيُ بـقــدرِ الـسَّـاعـي
قـد يُهـلِـكُ المَـرعِـيَّ عـتـبُ الـراعـي
.
.
مَــن تــركَ القـصـدَ تـضِـق مذاهـبُـهْ
دلّ عـلـى فـعـل امـــريءٍ مُصـاحِـبُـهْ
لا تـركـبِ الأمـــرَ وأنـــتَ عـائِـبُـهْ
.
.
مـالَـكَ إلــى مـــا عـلـيـكَ مِـثـلُـهُ
لا تحـمَـدَنَّ الـمـرءَ مــا لَــم تـبـلُـهُ
والـمـرءُ كـالـصـورةِ لـــولا فـعـلُـهُ
.
.
يـــا رُبَّـمــا أورثـــتِ الـلـجـاجـهْ
مـالـيـس لـلـمـرءِ إلـيــهِ حــاجــهْ
وضـيــقُ أمـــرٍ يـتـبـعُ انـفـراجـهْ
.
.
كــم مــن وعـيـدٍ يـخـرقُ الآذانـــا
كـأنَّـمـا يُـنـبــأ بــــه ســوانــا
أصـمَّـنــا الإهــمــالُ أم أعـمـانــا
.
.
يـجـلُّ مــا يُــؤذي وإن قــلَّ الألـــم
مـا أطـوَلَ الليـلَ علـى مَــن لــم يـنـم
وسُقـمُ عقـل المـرءِ مـن شــرِّ السـقـم
.
.
مـا مِـنـكَ مَــن لــم يقـبَـلِ المُعاتَـبَـهْ
وشــرُّ أخــلاقِ الـفـتـى ، الـمـوارَبَـهْ
يكـفـيـكَ مـمــا تـكــرهُ المُجـانـبَـهْ
.
.
مـتـى تُصـيـبُ الـصـاحـبَ المُـهـذَّبـا
هيـهـاتَ مــا أعـسَـرَ هــذا مطـلَـبـا
وشــرّ مــا طلبـتَـهُ مــا استصـعـبـا
.
.
لا يسـلُـكُ الـخـيـرُ سـبـيـلَ الـشــرِّ
والله يقـضـي لـيـسَ زجـــرُ الـطـيـرِ
كــم قـمَــرٍ عـــادَ إلـــى قُـمـيـرِ
.
.
لــم يجتَـمِـع جـمــعٌ لِـغَـيـرِ بـيــنِ
لِـفُـرقـةٍ كـــل اجـتـمـاعِ اثـنـيــنِ
يَعـمـى الفـتـى وهــو بصـيـرُ العـيـنِ
.
.
الصـمـتُ إن ضــاقَ الـكـلامُ أوسَـــعُ
لـكُـلِّ جـنــبٍ ذاتَ يـــومٍ مَـصــرَعُ
كــم جـامـعٍ لـغـيـرهِ مـــا يَـجـمـعُ
.
.
مــا لَــكَ إلاّ مـــا بـذلــتَ مـــالُ
فــي طـرفـةِ العـيـنِ تـحـولُ الـحــالُ
ودونَ آمــــالِ الــــورى الآجــــالُ
.
.
كـم قـد بكَـت عيـنٌ وأخــرى تضـحَـكُ
وضــاق مــن بـعـدِ اتـسـاعٍ مسـلَـكُ
لا تُـبـرِمَـنْ أمـــرًا عـلـيـكَ يُـمـلَـكُ
.
.
خـيـرُ الأمــورِ مــا حـمِـدتَ غِـبَّــهُ
لا يــرهــبُ الـمُـذنِــبُ إلا ذنــبــهُ
والـمــرءُ مـغــرورٌ بـمَــن أحـبَّــهُ
.
.
كــــلُّ مــقــامٍ فــلــهُ مــقــال
كـــلُّ زمــــانٍ فــلــهُ رجــــالُ
ولـلـعـقـول تُــضــرَبُ الأمــثـــالُ
.
.
دعْ كــلَّ أمــرٍ مـنـهُ يـومًـا يُـعـتَـذَرْ
خَـفْ كُـلَّ وِردٍ غـيـرَ محـمـودِ الـصَّـدَرْ
لا تنفَـعُ الحيـلَـةُ فــي مـاضـي الـقـدَرْ
.
.
نـومُ الفـتـى خـيـرٌ لــه مــن يَقَـظَـهْ
لــم تُـرضـهِ فيـهـا الـكـرامُ الحَفَـظَـهْ
وفـي صـروفِ الـدَّهـرِ للـنـاسِ عِـظَـهْ
.
.
مـسـألــةُ الــنــاسِ لِــبـــاسُ ذُلِّ
مَــن عَــفَّ لــم يُـسـأم ولــم يُـمـلِّ
فـــارضَ مـــن الأكـثــر بــالأقــلِّ
.
.
جــوابُ ســوءِ المـنـطـقِ الـسُّـكـوتُ
قـــد أفـلَــحَ المُـتَّـئِـدُ الـصَّـمــوتُ
مــا حُــمَّ مــن رزقِـــكَ لا يـفــوتُ
.
.
فـي كُـلِّ شــيءٍ عِـبـرَةٌ لِـمَـن عـقـل
قـد يسـعـدُ الـمـرءُ إذا الـمـرءُ اعـتـدل
يرجـو غـدا ، ودون مـا يـرجـو الأجــل
.
.
كــم زاد فــي ذنــب جـهـول عُــذرُهُ
دع أمــرَ مَــن أعـيـا علـيـكَ أمــرهُ
يخـشـى امــرؤٌ شـيـئـا ولا يـضــرُّهُ
.
.
رأيــتُ غِــبَّ الصَّـبـرِ مـمـا يُـحـمَـدُ
وإنَّـمــا الـنـفـسُ كــمــا تــعــوَّدُ
وشــر مــا يُطـلَـبُ مـــا لا يـوجَــدُ
.
.
لا يـأكــلُ الإنــســانُ إلا مــــا رُزِق
مــا كــلُّ أخــلاقِ الـرِّجـالِ تـتـفـقْ
هـان عـلـى النـائـمِ مــا يلـقـى الأرِقْ
.
.
مَـن يلـدَغِ النـاسَ يـجـد مَــن يلـدغُـه
لا يـعــدمُ الـبـاطـلُ حـقــا يـدمـغُـهْ
لـسـانُ ذي الجـهـل وشيـكـا يـوثـقُـهْ
.
.
كـــلُّ زمــــانٍ فــلــه نــوابــغُ
والـحــق للـبـاطـل ضـــدٌّ دامــــغُ
يغُـصٌّـكَ الـمـشـرب وهـــو سـائــغُ
.
.
لا خيـر فـي صحـبـةِ مَــن لا يُنـصِـفُ
والـدَّهــرُ يـجـفـو مـــرة ويـلـطـفُ
كـأن صــرف الـدهـر بــرقٌ يخـطِـفُ
.
.
رُبَّ صـبـاحٍ لامــريءٍ لـــم يُـمـسِـهِ
حـتــفُ الـفـتـى مـوكَّــلٌ بنـفـسـه
حـتـى يـحـلَّ فــي ضـريـح رمـســه
.
.
إنـــي أرى كـــلَّ جــديــدٍ بــــالِ
وكــــل شـــــيءٍ فــإلـــى زوالِ
فاستـشـفِ مــن جـهـلـكَ بـالـسُّـؤالِ
.
.
إنَّـــكَ مـربــوبٌ مـديــنٌ تُــســألُ
والـدَّهـرُ عــن ذي غـفـلَـةٍ لا يـغـفـلُ
حـتــى يـجــيءَ يـومــهُ الـمُـؤجَّـلُ
منقول للأمانة