لا تعلم أين الخير
من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . .
معلمة ذات خلق ودين وجمال ، زميلاتها سألنها في المدرسة.. لماذا لم تتزوجي رغم كثرة الخطّاب ؟
فقالت: هناك امرأة متزوجة ولها خمسة بنات فهددها زوجها إن ولدت بنتا فسيتخلص منها!
... وفعلا ولدت بنتا، فقام الرجل ووضع البنت عند باب المسجد بعد صلاة العشاء وعند صلاة الفجر وجدها لم تؤخذ من عند باب المسجد ، فأحضرها إلى المنزلوكل يوم يضعها عند المسجد وبعد الفجر يجدها !
سبعة أيام مضت على هذا الحال ، وكانت والدتها تدعو الله أن يردها .
ملّ الرجل فأحضرها وفرحت بها الأم .. حملت الأم مرة أخرى وعاد الخوف من جديد فولدت هذه المرة ذكرا ،
ولكن البنت الكبرى ماتت ، ثم حملت بولد آخر فماتت البنت الأصغر من الكبرى !!
وهكذا إلى أن ولدت خمسة أولاد وتوفيت البنات الخمس وبقيت البنت السادسة التي كان يريد والدها التخلص منها !!
وتوفيت الأم وكبرت البنت وكبر الأولاد وصار الأب عجوزا كبيرا ليس له من يرعاه سوى تلك البنت ، بل وأحضرت له خادمة وسائق.وكانت نعم البنت البارة بأبيها تطعمه وتسقيه وتمرضه وتقضى حوائجه.
أما الذكور الخمس لا يزورون أباهم إلا نادراويعقونه !
أما الأب فهو دائم البكاء ندماً على ما فعله بالبنت الكبرى .
قالت المعلمة أتدرون من هي هذه البنت التي أراد والدها التخلص منها ؟؟؟
إنها أنا ! لذا حتى الآن لم أتزوج !
الْعَبْدُ ذُو ضَجَرٍ ، وَالرَّبُّ ذُو قَدَرٍ*** وَالدَّهْرُ ذُو دُوَلٍ ، وَالرِّزْقُ مَقْسُومُ.
وَالْخَيْرُ أَجْمَعُ فِيمَا اخْتَارَ خَالِقُنَا *** وَفِي اخْتِيَارِ سِوَاهُ اللَّوْمُ وَالشُّومُ .