لماذا الحزن واليأس؟
كم هو شعور سامى ونبيل لحزنك لمصاب المسلمين ولكن ليست النهاية أن نيأس ونحبط أونتعجل النصر
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }الحج15
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11
يصل به الأمر إلى البطر والأشرأن يقول: هذا بعلمي وبجهدي، كما قال قارون من قبل {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }القصص78
وبعضهم يظن أن الله يحبه فأعطاه ، يقول: ** وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً }الكهف36
المؤمن إن جاءه ما يسرّه سُـرّ فحمد الله وإن توالت عليه أسباب الفرح فرِح من غير بطـر
يخشى من ترادف النِّعم أن يكون استدراجا ومن تتابع الْمِنَن أن تكون طيباته عُجِّلت له.
* أُتِـيَ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بطعام وكان صائما ، فقال : قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه ، وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال - أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري .
إن أُنعِم على المؤمن بنعمة علِم أنها محض مِـنّـة وأنه ما رُزق بسبب خبرته ، ولا لقوة حيلته
فمن ظن أن الرزق يأتي بقوّة *** ما أكل العصفور شيئا مع النّسر .
وكذا المؤمن لا يضجر ولا يمل ولا ييأس ، لأن قلبه متصل بالله مطمئن بوعده مستسلم لقدره