قد تشعر بضعف إيمانك أحياناً، ثم يتجدد ثم يضعف.
ألم يقل رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الإيمان يخلق كما يخلق الثوب؟)
فالإنسان يظل في جهاد مع نفسه وهذه هي الحياة.
لا تقلق أكثر من اللازم حين تحس فتورا في همتك، كي لا يحزنك الشيطان وتُحبط ثم تدع العمل بالكلية! ولكن احرص تمام الحرص أن لا تطول غفلتك.
واعلم أنك إن شاء الله مأجور على هذا الجهاد، وعلى تحملك مشقة العودة إلى ما كنت عليه من قوة العبادة.
وتذكر وعد الله لك: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[سورة العنكبوت69].
ولكي تعزم المسألة، وينتهي أمر فتور همتك، لابد من خطة مكتوبة تضعها لك، وتطبقها حرفيا؛ لتحصل على النتيجة.
حاول الانضمام لمجموعة يتدارسون العلم؛ لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية، فكلما كنت في جماعة كان ثباتك أقوى بإذن الله.
ولعلك كنت في استراحة محارب، ولعل الله يرى صدق إقبالك عليه الآن، فيقبل عليك ويمدك بعونه وتوفيقه.
المهم ألا تحزن بشكل مبالغ فينال الشيطان منك.
تأمل في قوله - تعالى -: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[سورة المجادلة].
واحمد الله أن أوجد في قلبك شعور التقصير والتأنيب، وبذلك تعلم أن قلبك حيا إن شاء الله.
يقول ابن القيم: لابد من سنة الغفلة ورقاد الهوى، و لكن كن خفيف النوم!.
قال بعض السلف: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال: طوبى له! أوقد استقامت؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم بعد أربعين سنة!.
وختاما: أقول لقد أرشدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعلاج فتور الهمة:
وكلنا يستطيع هذا الأمر، قال -عليه السلام-: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [رواه الطبراني والحاكم، وحسنه السيوطي، وصححه الألباني في صحيح الجامع].
اسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا.