قصه وعبره
قصه وعبره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضفدع والعقرب
==========
يُحكى أن عقربا وضفدعا، التقيا على
ضفاف نهر.. فطلب العقرب من الضفدع،
أن ينقله على ظهره إلى الضفة الثانية من
النهر
قائﻼ : يا صاحبي..! هل لك أن تنَقلني إلى
الضفة الثانية من النهر؟
رد الضفدع : كيف لي أن أنقلك، وأنت
المعروف بلدغتك، وغدرك، وسُمُكَ القابع
في جوفك؟.!
...ومن يضمن لي، أنك لن تلدغني بوسط
النهر، وتقتلني؟.!
قال العقرب : كيف لي أن ألدغك، وأنا
راكب على ظهرك..! فإن لدغتك، سنغرق
سوية.!
رد الضفدع مشككا بصدق العقرب بينه
وبين نفسه : أعطيه فرصة، عله أن
يصدق هذه المرة:-! ﻻ بأس..! لقد
أقنعتني.. اركب على ظهري، ﻷوصلك إلى
الضفة اﻷخرى.
ركب العقرب على ظهر الضفدع، وانطلق
الضفدع سابحا.. وفي وسط النهر بدأت
غريزة العقرب تتحرك، وشهوته في اللدغ
تشتعل،فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر،
ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت
تأمره، بل وتوزه على اللدغ ؛ فلدغ..! وبدأ
اﻻثنان في الغرق..!
فقال له الضفدع : لم لدغتنى؟..! فقد
قتلت نفسك، وقتلتنى معك..!
فقال له العقرب : أمرتني شهوتي،
فاستجبت لها..!
وهكذا.. ماتا غريقين..!
****
انتهت الحادثة.. ولكن هل عرفت مكانك
فيها؟..!
نعم! قد ﻻ يكون لك مكان فيها.. ونسأل
الله - تعالى - أن ﻻ نكون ممن تتحكم
فيهم شهواتهم، فتقتلهم شر قتلة، وتميتهم
أسوء ميتة!
والشاهد من القصة : أنه قد نخسر دنيانا،
بشهوة فارغة، أو بنزوة حقيرة، بل قد
نخسر الجنة كلها بشيء تافه..! وﻻ تستهن
بصغيرة..! إن الجبال من الحصى!
فعلينا أن نمسك بلجام شهواتنا، وعلينا أن
نتحكم في أنفسنا؛ فكلٌ مسؤول أمام الله
عن أحواله وتصرفاته!
وها هي اﻷيام مقبلة علينا، فلنجعلها أيام
التغيير والتصحيح.. فلنقبل عليها، فهي لم
تنته بعد، ولكنها قد تنتهي في أي يوم..!
لكن لنعلم أن اﻷعمال بالخواتيم، وﻻ
نتردد..! فكم لهونا..! وكم لعبنا..! وقصرنا
في حق الله..! فجاء وقت العودة واﻷوبة
إليه!
اللهم صل على محمد
سيأتي اليوم الذي سترحل عن هذه الدنيا ويبقى خلفك ذكرك واخلاقك واعمالك
فحسنها وجملها لتلقى الله بما هو حسن وجميل ولعله يتقبل منك